في قلب غزة، حيث خلّفت الحرب جراحًا عميقة في الأجساد والأرواح، يعيش عدد لا يُحصى من الناس مع إصابات لا تلتئم بسهولة. وسط الدمار الناتج عن القصف والمعاناة من الأمراض المزمنة، لم يكن الاحتياج إلى رعاية طبية متخصصة يومًا أعظم مما هو عليه الآن. ومن أجل تلبية هذا النداء العاجل، أطلقت جمعية الأمل للمرأة والطفل مشروع مركز الأمل الطبي، المكرس لعلاج بعضٍ من أكثر الحالات ألمًا وتهميشًا: القدم السكرية، الجروح المزمنة، والإصابات الناجمة عن الحرب
بالنسبة للعديد من المرضى، لم تعد هذه الجروح مجرد إصابات جسدية؛ بل أصبحت تذكيرًا يوميًا بالمعاناة والألم والفقدان. فجرح صغير إذا تُرك دون علاج قد يعني الفرق بين الشفاء والعجز الدائم. ومضاعفات القدم السكرية قد تنتهي بالبتر، فتسلب الإنسان حركته، وكرامته، ووسيلة عيشه. أما الناجون من القصف، فإصاباتهم المزمنة تمثل صدمات مستمرة تحتاج إلى علاج طبي ورعاية إنسانية معًا. هنا يأتي دور مركز الأمل الطبي ليسد هذه الفجوة، مانحًا رعاية متخصصة وأملًا حيث لا توجد خيارات أخرى
إن نهج المركز منقذ للحياة ومغيّر لها في الوقت ذاته. فمن خلال كادر طبي مخلص، وبروتوكولات متقدمة للعناية بالجروح، ورسالة إنسانية عميقة، يتم علاج المرضى الذين كان يمكن أن يُترَكوا بلا علاج. كل جرح يُضمَّد، وكل حياة تُنقَذ من البتر، وكل إصابة تبدأ طريق التعافي، لا تمثل رعاية طبية فحسب، بل هدية حياة ثانية
ومع التطلع إلى المستقبل، تضع جمعية الأمل خطة طموحة وضرورية: إنشاء قسم الجراحة الميكروسكوبية داخل المركز. هذه الإضافة ستمكّن الأطباء من إجراء عمليات دقيقة تُعيد الوظائف الحيوية، وتمنع الإعاقات، وتحسّن جودة حياة مئات المرضى الذين يعانون من إصابات معقدة. إنها ليست مجرد توسعة طبية، بل وعد باستعادة الكرامة لمن حطمت الحرب حياتهم
لكن هذه المهمة لا يمكن إنجازها وحدنا. إن مشروع مركز الأمل الطبي يقوم على تعاطف وكرم الداعمين الذين يؤمنون بالإنسانية وحق الناس في العلاج. فكل تبرع يساعد في شراء الأجهزة، وتوفير الأدوية، وتوسيع نطاق الخدمات للوصول إلى مزيد من المرضى المحتاجين. في مكان ينتشر فيه الألم، يمكن لدعمكم أن يحوّل اليأس إلى رجاء، والجراح إلى شفاء، والألم إلى قوة وصمود