في قلب الحرب، حيث يحيط الدمار بكل زاوية، ويُسكت الخوف ضحكات الأطفال، لا بد من إعادة بناء الأمل بعناية. بالنسبة لآلاف الأطفال النازحين في مخيمات شمال غزة، يبدو الفرح وكأنه ذكرى بعيدة. ولإدخال البهجة إلى قلوبهم في أحلك أيامهم، أطلقت جمعية الأمل للمرأة والطفل مشروعًا لتجهيز وتوزيع الهدايا والألعاب على الأطفال، موفرةً لهم ليس فقط كنوزًا صغيرة في أيديهم، بل أيضًا دعمًا معنويًا وراحةً في قلوبهم. بالنسبة لهؤلاء الأطفال، اللعبة أكثر من مجرد لعبة. إنها تذكير بأنهم ما زالوا مرئيين، وما زالوا محبوبين، وما زالوا يستحقون السعادة

التحـديات

لم يكن إدخال الفرح في خضم الحرب سهلاً قط. فقد شكّل تدمير المتاجر، وندرة الإمدادات، والقيود المالية، وصعوبة الوصول إلى مخيمات النازحين تحت القصف المستمر، تحدياتٍ جسيمة. والأصعب من ذلك هو العبء النفسي: إدراك أن كل طفل يتوق إلى لحظة سعادة، بينما مواردنا محدودة. إن رؤية الأطفال يراقبون بعيون متلهفة، منتظرين شيئًا بسيطًا كدمية أو كرة، تُذكّرنا بمدى ما فقدناه

كيف تمكننا من التغلب على التحديات؟

مع ذلك، رفضت جمعية الأمل أن تدع هذه التحديات توقفنا. عملنا مع موردين محليين، وأعدنا استخدام المواد المتاحة، وحشدنا متطوعين لإعداد هدايا بسيطة لكنها ذات معنى. بفضل الإبداع والعمل الجماعي، حوّلنا الموارد المحدودة إلى كنوز ذات قيمة عاطفية عظيمة. أُنشئت نقاط توزيع في المخيمات، وعمل موظفونا ومتطوعونا بلا كلل لضمان حصول أكبر عدد ممكن من الأطفال على الألعاب، مهما كانت العقبات. كل طرد مُوزّع حمل أكثر من مجرد هدية، بل حمل الحب والرعاية ووعدًا بالفرح

ثمرات جهودنا

كانت نتيجة هذا المشروع مؤثرة للغاية. بالنسبة للأطفال، كان الحصول على لعبة بمثابة شرارة سعادة، وعودة للضحك، وهروب مؤقت من الخوف. بالنسبة للآباء، كان ذلك بمثابة رؤية ابتسامة أطفالهم من جديد، راحة لا تُقدر بثمن في خضم اليأس. بالنسبة للمجتمع، كان بمثابة تذكير بأن الرحمة والإنسانية تدومان حتى في الحروب. أصبحت كرة ترتد في المخيم، أو طفل يعانق دبدوبًا، أو صوت ضحكة مشتركة، رموزًا للصمود والأمل

رسالتنا لكم

لكن هذه المهمة يجب أن تستمر. بدعمكم، تستطيع جمعية الأمل أن تواصل تقديم ليس فقط الألعاب، بل لحظات من الفرح والشفاء للأطفال الذين عانوا من ألمٍ شديد. كل تبرع ليس مجرد هدية لطفل، بل هو استثمار في روحه، وخطوة نحو استعادة طفولته، وتذكير قوي بأن الحب لا يزال يجد طريقه حتى في الحرب