في غزة، حيث مزّقت الحرب الحياة اليومية، تُعدّ أزمة نقص المياه النظيفة الصالحة للشرب من أكثر الأزمات إلحاحًا وتدميرًا التي تواجهها العائلات النازحة. ففي مخيمات النازحين المكتظة شمال القطاع، يُعاني الأطفال وعائلاتهم من العطش والمرض والإرهاق، في ظلّ انعدام مصادر مياه آمنة. ولتلبية هذه الحاجة الماسة، أطلقت جمعية الأمل للمرأة والطفل مشروعًا إغاثيًا لتوفير مياه الشرب للمخيمات. بالنسبة للعائلات التي فقدت كل شيء، فإنّ زجاجة مياه نظيفة بسيطة ليست مجرد ضرورة، بل هي سبيل للبقاء على قيد الحياة، ومصدر كرامة، وأمل

التحـديات

لم يخلو إيصال المياه إلى المخيمات من تحديات هائلة. فتدمير البنية التحتية، ونقص الوقود، وانعدام الطرق الآمنة، والقيود المفروضة على الإمدادات، جعلت كل خطوة من خطوات هذا المشروع شاقة. واجهت شاحنات الصهاريج مخاطر السفر تحت القصف، وفي بعض الأحيان، تجاوز عدد العائلات العطشى بكثير كمية المياه التي يمكننا توفيرها. وكان منظر الأطفال وهم يحملون حاويات فارغة، منتظرين في طوابير طويلة، يُذكرنا يوميًا بإلحاح هذه المهمة وثقلها

كيف تمكننا من التغلب على التحديات؟

رغم هذه العقبات، مضت جمعية الأمل قدمًا بعزم. نسقنا مع الموردين المحليين، ورتبنا تسليم صهاريج، وأنشأنا نقاط توزيع داخل مخيمات النزوح لضمان حصول العائلات على المياه بأمان. عمل المتطوعون بلا كلل في ظل ظروف قاسية، حاملين وموصلين حاويات المياه للعائلات الأكثر احتياجًا. من خلال الإبداع والمثابرة والشجاعة، وجدنا سبلًا للتغلب على النقص والمخاطر، وضمان استمرار تدفق المياه حتى في ظل ظروف أخرى غير مؤكدة

ثمرات جهودنا

كان لهذا المشروع أثرٌ بالغ. فبالنسبة للأطفال، تعني المياه الصالحة للشرب الصحة والقوة والراحة من العطش. وبالنسبة للأمهات، تعني السلامة من الأمراض والقدرة على رعاية أسرهن بكرامة. وبالنسبة لكبار السن، تعني الراحة في أصعب الأيام. لقد أصبح الماء أكثر من مجرد مورد، بل رمزًا للرعاية والإنسانية في مكان تشتد الحاجة إليهما

رسالتنا لكم

ومع ذلك، لا تزال الحاجة ماسة. فمع استمرار الحرب، تُجبر المزيد من العائلات على النزوح، ويزداد العطش يومًا بعد يوم. بدعمكم، تستطيع جمعية الأمل مواصلة توفير الحياة من خلال كل قطرة ماء نظيفة. كل تبرع هو أكثر من مجرد مساهمة؛ إنه فعل رحمة يُنقذ الأرواح ويُعيد الأمل. معًا، يمكننا ضمان ألا يُترك أي طفل أو أم أو أسرة في غزة بدون أبسط هبة للبقاء على قيد الحياة: مياه نظيفة صالحة للشرب.