في ظل واقع الحرب القاسي، حيث تُدمر المنازل، وتُفقد سبل العيش، وتُجبر العائلات على العيش في مخيمات النزوح المكتظة، غالبًا ما يبدأ صراع البقاء بأبسط حاجة إنسانية: الطعام. في شمال غزة، تُعاني آلاف العائلات من الجوع والحيرة، غير متأكدة من موعد وجبتها التالية. لتخفيف هذه المعاناة، أطلقت جمعية الأمل للمرأة والطفل مشروعًا إغاثيًا لإعداد وتوزيع طرود غذائية على العائلات النازحة. كل طرد هو أكثر من مجرد طعام، إنه مصدر راحة وكرامة، وتذكير بأن أحدًا لا يُنسى، حتى في أحلك الظروف
التحـديات
كانت رحلة توصيل الطعام مليئة بالعقبات. فالنقص الحاد في الإمدادات، وارتفاع الأسعار، وتضرر الطرق، ومخاطر القصف، جعلت من تحضير وتوزيع الطرود الغذائية مهمةً يوميةً شاقة. في بعض الأحيان، لم تتمكن الشاحنات التي تحمل الطعام من الوصول إلى وجهاتها، وفي أحيان أخرى، كان الطلب هائلاً، حيث تجاوز عدد العائلات المحتاجة الكمية المحدودة المتاحة من الطرود. كان ألم رؤية الأمهات والأطفال ينتظرون في طوابير طويلة، على أمل الحصول على طعام يُعينهم، يُثقل كاهلنا
كيف تمكننا من التغلب على التحديات؟
رغم هذه الصعوبات، واصلت جمعية الأمل مسيرتها بعزيمة وإصرار. بنينا شراكات مع موردين محليين، ونظمنا متطوعين لتجميع الطرود بكفاءة، وأنشأنا نقاط توزيع داخل مخيمات النازحين لتسهيل الوصول إلى الغذاء. بفضل التخطيط الدقيق وتفاني فريقنا، تمكنا من التغلب على النقص والمخاطر، وضمان استمرار حصول الأسر على الغذاء الذي تحتاجه بشدة. كل طرد تم تسليمه لم يكن تجسيدًا للنجاة فحسب، بل كان أيضًا تجسيدًا لاستمرار التعاطف في مكان فُقد فيه الكثير
ثمرات جهودنا
كان أثر هذا المشروع عميقًا. بالنسبة للأطفال، كان الطرد مصدرًا للشبع والقوة لمواجهة يوم جديد. بالنسبة للأمهات، كان بمثابة راحة من القلق الذي لا يُطاق بشأن كيفية إطعام أسرهن. بالنسبة لكبار السن، كان بمثابة شعور بالكرامة والرعاية في أشد أوقاتهم ضعفًا. أصبحت هذه الطرود الغذائية أكثر من مجرد عبوات أرز ودقيق ومعلبات، بل أصبحت رمزًا للأمل والتضامن والمحبة
رسالتنا لكم
لكن الحاجة تتزايد يومًا بعد يوم مع استمرار الحرب. بدعمكم، تستطيع جمعية الأمل الحفاظ على هذا السند، ليس فقط بتوفير الطعام، بل أيضًا الأمل لأسر غزة النازحة. كل تبرع يمد يد العون لأسرة يائسة، فيُحوّل الجوع إلى راحة والخوف إلى صمود. معًا، يمكننا مواصلة إطعام الأجساد والقلوب في أحلك ساعات غزة