في خضمّ حربٍ طاحنة، حيثُ حلّ الخوف محلّ الضحك، وحيثُ يُحيط الدمار بالحياة اليومية، يحمل أطفال غزة جراحًا لا تُرى. أيامهم في مخيمات النزوح مليئةٌ بالصدمات والصمت والريبة، حيث لا مكان لهم سوى طفولتهم. ولشفاء قلوبهم الصغيرة، أطلقت جمعية الأمل للمرأة والطفل مشروعًا لإنشاء مساحاتٍ آمنةٍ للأطفال النازحين؛ أماكنٌ يمكنهم فيها التعلم واللعب واستعادة أحلامهم. تُقدّم هذه المساحات أكثر بكثير من مجرد الأمان الجسدي: فهي تُعيد لهم فرحة الطفولة، وتُساعدهم على إعادة بناء مهاراتهم الأساسية في القراءة والكتابة والرسم، وتمنحهم حرية اللعب على الزلاجات والأراجيح والملاعب المُصمّمة خصيصًا لهم

التحـديات

واجه إنشاء مساحات آمنة في خضم الحرب تحديات هائلة. فقد شكّل تدمير المدارس والملاعب، ومحدودية الموارد، ونقص البنى التحتية الآمنة، والصدمة النفسية العميقة التي عانى منها الأطفال، عائقًا أمامنا. كان من المحزن للغاية مقابلة أطفال فقدوا الابتسامة، أو سماع أمهات يتحدثن عن كيف توقف أطفالهن عن الكلام أو اللعب بسبب الخوف الشديد الذي كانوا يحملونه. كان من شبه المستحيل إعادة الفرح والتعلم إليهم وسط كل هذا الدمار

كيف تمكننا من التغلب على التحديات؟

لكن جمعية الأمل رفضت أن تُثنينا هذه التحديات عن تحقيق رسالتنا. بمساعدة معلمين وأخصائيين نفسيين ومتطوعين محليين، حوّلنا الخيام المؤقتة والمساحات الفارغة داخل مخيمات النزوح إلى مساحات حيوية ومناسبة للأطفال. وفّرنا كتبًا ومواد رسم وألعابًا تعليمية لتحفيز عقول الصغار، وأنشأنا ملاعب صغيرة مزودة بزلاقات وأراجيح ليتمكن الأطفال من الضحك بحرية مرة أخرى. كما قدّمنا جلسات دعم نفسي لمساعدة الأطفال على تجاوز صدماتهم النفسية واستعادة شعورهم بالحياة الطبيعية. صُممت كل تفصيلة لتذكيرهم بأن الطفولة لا تزال ملكًا لهم

ثمرات جهودنا

لقد كانت نتائج هذا المشروع مؤثرة للغاية. رأينا أطفالًا كانوا يجلسون في صمت، يرسمون من جديد، ويعبرون عن مشاعرهم بالألوان والأشكال. رأيناهم يتعلمون الحروف والكلمات من جديد، ويعودون تدريجيًا إلى عالم التعلم. والأهم من ذلك، سمعنا ضحكات الأطفال تعود إلى المخيمات وهم يلعبون على الزحاليق، ويتسابقون، ويستعيدون متعة الطفولة. بالنسبة للآباء، كان هذا المشروع بمثابة طوق نجاة، يمنحهم الأمل والراحة لعلمهم أن أطفالهم آمنون، ومدعومون، ويتماثلون للشفاء ببطء

رسالتنا لكم

لكن الحاجة هائلة، وآلاف الأطفال ينتظرون الفرصة نفسها. بدعمكم، تستطيع جمعية الأمل توسيع هذه المساحات الآمنة، ومواصلة منح أطفال غزة الأدوات والرعاية والفرح الذي يستحقونه. كل تبرع ليس مجرد هدية من كتب أو ألعاب أو زلاجات؛ بل هو استثمار في الشفاء، وفي إعادة بناء حياة الشباب، وفي ضمان عدم ضياع الطفولة حتى في الحرب