لا تُدمر الحرب المباني فحسب، بل تُحطم القلوب والعقول والطفولة. في غزة، لا يواجه أطفال مخيمات النزوح الجوع والبرد فحسب، بل يواجهون أيضًا ألمًا صامتًا ناجمًا عن الصدمات النفسية – الكوابيس والخوف وفقدان الفرح الذي كان من المفترض أن يملأ سنواتهم الأولى. ولإلقاء الضوء على هذا الظلام، أطلقت جمعية الأمل للمرأة والطفل مشروعًا للدعم النفسي والاجتماعي، يوفر للأطفال بيئة آمنة تُمكّنهم من التعافي عاطفيًا، والتعبير عن مشاعرهم، والبدء في التعافي من أهوال الحرب

التحـديات

لم يكن تنفيذ هذا المشروع سهلاً على الإطلاق. كان حجم الصدمة هائلاً؛ فالأطفال الذين فقدوا آباءهم وإخوتهم ومنازلهم حملوا حزنًا لا يُصدق. انعزل الكثيرون، رافضين الكلام أو اللعب. أدى نقص المساحات الآمنة، ومحدودية الموارد، والتهديد المستمر بالقصف إلى صعوبة بالغة في الوصول إلى الأطفال المحتاجين. في بعض الأحيان، كان موظفونا يعانون من صدماتهم الخاصة، لكنهم ظلوا صامدين لدعم الصغار

كيف تمكننا من التغلب على التحديات؟

رغم التحديات، وجدت جمعية الأمل سبلًا لإبقاء الأمل حيًا. درّبنا مرشدين ومتطوعين متفانين لتقديم جلسات علاج جماعي، وأنشطة فنية وترفيهية، ودعم عاطفي فردي للأطفال الأكثر حاجة. أصبحت أدوات بسيطة – كالرسم ورواية القصص والألعاب – منافذ فعّالة للأطفال للتعبير عن آلامهم. كما عملنا عن كثب مع العائلات، وساعدنا الآباء على تعلم كيفية مواساة أطفالهم وإعادة بناء شعورهم بالأمان وسط الفوضى. حوّلت هذه الجهود الخيام والملاجئ الفارغة إلى مساحات للشفاء والتعلم والضحك

ثمرات جهودنا

كان أثر هذا المشروع جليًا في تغيير حياة الكثيرين. شاهدنا أطفالًا كانوا صامتين يبدؤون بمشاركة قصصهم من خلال الرسومات والكلمات. رأينا بريق عيونهم يشرق وهم يشاركون في الألعاب الجماعية، وعادت ضحكاتهم تصدح في أرجاء المخيمات. أخبرتنا الأمهات أن أطفالهن أصبحوا ينامون بشكل أفضل، ويبكون أقل، بل ويطلبون التعلم واللعب من جديد. تُذكرنا هذه اللحظات بأن الشفاء ممكن حتى في زمن الحرب

رسالتنا لكم

لكن الحاجة تتزايد، وآلاف الأطفال ينتظرون فرصةً لإيجاد السلام وسط الفوضى. دعمكم يُساعدنا على توسيع نطاق هذا المشروع، والوصول إلى قلوب المزيد من الأطفال بالرعاية والراحة التي يستحقونها. كل تبرع لا يُقدم جلسات دعم نفسي واجتماعي فحسب، بل يُبشر أيضًا بالأمل والصمود ومستقبلٍ أكثر إشراقًا لأطفال غزة